في العصر الحالي، غدت الهواتف المحمولة جزءًا لا يتجزأ من حياة الجميع، رغم تزايد مخاطرها. ومع الانتشار الواسع لاستخدامها من قبل مليارات الأشخاص حول العالم، يمكن أن يكون لأي تأثير سلبي بسيط على صحة الفرد تداعيات واسعة النطاق على الصحة العامة بمرور الوقت. بالإضافة إلى عدد المكالمات اليومية، تلعب مدة المكالمة والوقت الذي يمضيه الأفراد مستخدمين الهواتف عاملًا مهمًا في ظهور الأضرار الصحية المرتبطة بها. فما هي المخاطر الصحية الناتجة عن استخدام الهواتف المحمولة؟ تُطلق الهواتف المحمولة طاقة من موجات الراديو، وهي نوع من الإشعاع الكهرومغناطيسي غير المؤيّن، والتي يمكن أن تُمتص من الأنسجة القريبة من الجهاز عند استخدامه. يتحدد مدى تعرض الشخص لموجات الراديو بعدة عوامل، منها تقنية الهاتف، المسافة بين الهاتف والمستخدم، نوعية الجهاز، ومدى القرب من أبراج الاتصالات.
وفيما يلي نتناول بإيجاز المخاطر المرتبطة بالهواتف المحمولة:
1. **تأثيرها على صحة العين** تظهر الدراسات أن الضوء الأزرق المنبعث منها قد يؤثر سلبًا على العيون وشبكية العين، إذ إن القرنية والعدسة لا تحجبهما بشكل فعال، مما يزيد خطر الإصابة بالضمور البقعي. كما يمكن أن يسبب الضوء الجفاف والاحمرار للعينين
2. **تأثيرها على نشاط الدماغ** أبحاث متخصصة تشير إلى التأثيرات السلبية للهاتف المحمول على نشاط الدماغ، مثل تغيرات في الفعالية الدماغية ووقت الاستجابة وأنماط النوم
3. **زيادة خطر الإصابة بالسرطان** اعتبرت الوكالة الدولية لبحوث السرطان إشعاع الهاتف المحمول كمادة قد تكون مسرطنة، مما يعني وجود احتمال لزيادة خطر الإصابة بالسرطان، مثل سرطان الدماغ
4. **تأثيرها على صحة الأطفال** الأطفال معرضون أكثر للإصابة بسرطان الدماغ نتيجة استخدام الهواتف المحمولة مقارنة بالبالغين، نظرًا لأن أجهزتهم العصبية لا تزال في مرحلة النمو
5. **إضعاف المهارات الاجتماعية والعاطفية** يقل الوقت المخصص للتفاعل المباشر مع الآخرين كلما زاد الاعتماد على الهواتف، مما يعيق بناء الروابط الاجتماعية القوية التي تعتبر جوهرية للصحة النفسية والعامة
6. **زيادة الحوادث المرورية** استخدام الهاتف أثناء القيادة يعد سببًا رئيسيًا لحوادث السير والوفيات، حيث يؤدي إلى تشتت انتباه السائق وزيادة احتمالية وقوع حوادث مميتة
. **مشاكل صحية أخرى مرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة:** – دوار وصداع نصفي. – تغيرات في إنتاج بروتينات معينة داخل خلايا الجسم. – انخفاض عدد وجودة الحيوانات المنوية. – تهيج الجلد، خاصة الوجه (تعرف بحساسية الترددات الكهرومغناطيسية).
**التدابير الوقائية المقترحة:**
النظرًا لأن معظم الناس لن يتخلوا عن استخدام الهواتف المحمولة، ينصح الخبراء ببعض الخطوات للحد من الآثار الضارة المحتملة، مثل تقليل عدد المكالمات ومدتها، وخفض سطوع الشاشة خصوصًا في الظلام، واستخدام الأيدي الحرة عبر السماعات أو برامج المساعد الصوتي. يُنصح أيضًا بتجنب وضع الهاتف بالقرب من الجسم، وتقليل استعماله في المناطق ذات الاستقبال الضعيف لتقليل التعرض للإشعاعات. كما يُفضل إرسال الرسائل النصية عوضًا عن المكالمات وتجنب استخدامها أثناء القيادة. وأخيرًا، التحقق من نطاق الامتصاص النوعي (SAR) للهاتف عند شرائه لاختيار الأجهزة ذات المستويات الأقل حفاظًا على الصحة.