تعد عجائب وغرائب العالم اليوم بمثابة نافذة سحرية تطل بنا على التنوع الحضاري والبيئي المذهل الذي يزين كوكبنا. إن التقدم التكنولوجي وسهولة التواصل بين الشعوب قد مزجا بين الحضارات بطرق لم نعهدها من قبل، مما أتاح لنا استكشاف ثقافات وتقاليد جديدة وفريدة. سواء أكانت هذه العجائب تتمثل في العادات والتقاليد، كما نجده في العديد من البلدان العربية والقرى الإفريقية، أو كانت ظواهر طبيعية لم تزل الألغاز تحيط بها حتى يومنا الحاضر
. في هذا المقال، سنستعرض بعضًا من أبرز العجائب في العالم، بدءًا من التقاليد الإنسانية الغريبة التي اكتشفها المسافرون والمستكشفون. على سبيل المثال، في بعض القرى الكينية، يُعتبر بصق والد العروس عليها خلال يوم الزفاف تقليدًا طريفًا، بينما في قرى هندية أخرى، يحمل الوالد ابنته فوق أجساد شباب القرية إلى منزل الزوجية. أما في بعض المناطق الإفريقية، فإن القتال هو الوسيلة المتبعة للحصول على زوجة، في محاكاة لتقاليد تسترعي الانتباه والدهشة
. أما من الناحية الجغرافية، فقد كشف العلماء والمستكشفون عن مناطق طبيعية بدت للوهلة الأولى وكأنها تشكيلات فنية خيالية. لنبدأ بالبحيرات الوردية، تلك الأعجوبة الطبيعية والتي ما يزال بعض أسباب لونها الوردي غير مفهوم تمامًا. يقع الكثير منها مثل بحيرة إسبرانس بغرب أستراليا، والبحيرة الوردية الشهيرة قرب العاصمة السنغالية دكار والتي تتألق بلونها الوردي في الصيف وتعود إلى لونها الطبيعي شتاءً. ويرجع تميز لونها الوردي إلى تركيز الأملاح الذي نشأ بعد انفصالها عن المحيط الأطلسي منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
هناك أيضًا أراضي جبل دانكسيا في الصين، وهي منظر طبيعي يبدو وكأنه رسم زيت بديع، لكن هذا الجمال ما هو إلا نتاج مئة مليون عام من تحولات الرواسب الطميية التي جلبتها المياه من الجبال المحيطة، مرسومة بلون الصدأ والألوان الزاهية الأخرى نتيجة تأكسد المعادن بداخل الطين
. ولا يمكن أن نغفل جزيرة الدمى في المكسيك، تلك الظاهرة المرعبة والغامضة. جنوب مدينة مكسيكو سيتي، تتناثر دمى مخيفة بين بساتين الجزيرة الخالية من السكان، تقول الأساطير أنها تمثل أرواح الموتى الذين أقاموا فيها سابقًا. الجزيرة تُركت مهجورة، حيث دفعت القصص المخيفة ومعدلات الانتحار سكانها لهجرانها.
عالمنا مليء بأسرار لا تنتهي، والتقدم المتواصل يمهد السبيل للغوص في مكنونات هذه الأرض للاستمتاع بها وفهمها على نحو أعمق وأروح.